لطالما أحببنا مناقشة المعاملات المريبة للحكومة والجيش، ولا يوجد منظمة توفر غذاء لهذه المحادثات أكثر من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
لدى وكالة الاستخبارات المركزية طريقة واضحة جدًا تجعل الآخرين يكشفون غطاءهم، التي يبدو أنها تظهر أينما كان هناك أزمات وصراعات واضطرابات سياسية محققة. على الرغم من كون هذا مرادفًا للحيل القذرة، تم إطلاق العنان للوكالة، والسماح باستخدام أية أساليب تلائم التعامل مع أي تهديد (حقيقي أو مفترض) للمصالح الأمريكية.
العملية PBSUCCESS
كان PBSUCCESS هو الاسم الحركي لانقلاب تدعمه وكالة الاستخبارات المركزية ضد الحكومة المنتخبة ديموقراطيًا لجاكوبو اربينز، رئيس جواتيمالا عام 1954. إنها واحدة من أول الحلقات في سلسلة طويلة من التدخلات المشتبه بها أو اعترفت وكالة الاستخبارات المركزية بها في دول أجنبية، وكانت بالتأكيد نجاحًا هائلاً من وجهة نظر الوكالة. أول إشارة إلى أن مثل هذا العمل الفذ يمكن أن يتحقق بسلاسة نسبيًا.
انتخب في عام 1950، عمل اربنز على إجراء إصلاحات تهدف إلى جعل بلاده مكتفية ذاتيًا، عن طريق إعطاء أراض واسعة من الأراضي الحكومية للمواطنين، الأمر الذي أزعج حكومة الولايات المتحدة، لأن كثيرًا من هذه الأرض كانت “مملوكة” لشركة الفواكه المتحدة، شركة شريرة حقـًا والتي كانت على علاقة قوية بحكومة ايزنهاور في ذلك الوقت (مدير وكالة الاستخبارات المركزية الين دالاس وأخوه جون، ووزير الخارجية كانت تربطهم علاقات قوية بالشركة).
أشارت الوكالة بشكل دنيء إلى سياسات اربينز في مذكرات داخلية بـ” برنامج قومي مكثف ملون بالحساسية، عقدة النقص المضادة للأجانب لـ”جمهورية الموز” بكلمات أخرى، عدم الاعتماد على الولايات المتحدة وحلفائها لا يتم التسامح معه.
480 من الجنود المرتزقة المدربين لوكالة الاستخبارات المركزية، بقيادة ضابط منفي من الجيش الجواتيمالى العقيد كارلوس كاستيلو، انتزعوا قسرًا جواتيمالا من سيطرة اربينز. بينما تمكن هو ومساعدوه من الفرار من البلد، تظهر وثائق وكالة الاستخبارات المركزية “كان ما يزال يجرى النظر في خيار الاغتيال” حتى اليوم الذي استقال فيه من منصبه 27 يونيو 1954.
عملية النمس
بعد فشل غزو خليج الخنازير لكوبا، أصبحت الصورة العامة للوكالة أسوأ من أي وقت. أعلن الرئيس كينيدي أنه سوف “يمزق وكالة الاستخبارات المركزية إلى ألف قطعة ويبعثرها في الرياح” ( قبل وقت قليل من إطلاق النار عليه). ولكن من أجل التعامل مع كوبا، التفت إلى الشخص الوحيد الذي يعرف أنه يمكنه أن يثق به أخوه روبرت، الذي نظم عملية النمس. أجريت هذه العملية عن طريق وزارة الدفاع بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية، تحت إشراف روبرت كينيدى. لقد أخبر فريقه في أول اجتماع أن التخلص من كاسترو “الأولوية القصوى لحكومة الولايات المتحدة وكل شيء آخر يأتي بعد هذا ولن يدخر وقتًا أو مالاً أو مجهودًا أو قوة بشرية.”
من بين عشرات الطرق السخيفة للغاية للاغتيال اقترح: إصابة معدات كاسترو للغوص بمرض السل، زراعة أصداف بحرية متفجرة في مكانه المفضل للغوص، تسليل قلم حبر مسمم له، وحتى تسميم قنبلة أو تسليلها في أحد سجائره. أكد الحارس الشخصي لكاسترو أنه كان هناك مئات المخططات لوكالة الاستخبارات المركزية في حياة كاسترو، وكلها انتهت بالفشل، مضيعة هائلة للوقت والمال. كان كاسترو ديكتاتور كوبا لمدة 49 عام، تنحى عام 2008 بسبب تردي حالته الصحية، وتعيين أخيه الأصغر خلفـًا له.
إنتاج الوكالة للمواد الإباحية
حكم الرئيس سوكارنو إندونيسيا من عام 1945 حتى عام 1966، عندما تولى بعده سوهارتو، أحد جنرالاته. تم اعتبار سوكارنو مؤيدًا للشيوعية من قبل وكالة الاستخبارات المركزية، مما كان يعنى أنه سيكون هناك حتمًا محاولة للإطاحة به أو على الأقل جعله يبدو سيئـًا، ولكن المؤامرة التي جاءوا بها كانت مثيرة للضحك حقـًّا.
أنتجت وكالة الاستخبارات المركزية فيلمًا إباحيًا من بطولة شبيه لسوكارنو، بعنوان “أيام سعيدة” للتوزيع في إندونيسيا. ليس فقط أن الثقافة عامة تغضب على مثل هذه الأشياء، لكن كما فهمتها وكالة الاستخبارات “أن يتم خداعك أو من ناحية أخرى أن تتحايل عليك أحد المخلوقات التي وفرها الله لمتعة الرجل لا يمكن التغاضي عنه” في الثقافة الإندونيسية، ” وما كنا نقوله إن امرأه قد حصلت على الأفضل في سوكارنو”، أقصى حد وصل له الفيلم هو الإنتاج، وكانت اللقطات تصنع، ولكن لسبب ما (ربما الحس السليم) لم يتم نشرها.
ومن المثير للاستغراب، ظهرت هذه الفكرة قبل حرب الخليج الثانية بفترة وجيزة، عندما اقترحت وكالة الاستخبارات المركزية فيلمًا إباحيًا مزيفـًا مثليًا يعرض صدام حسين أو أسامة بن لادن يتم إنتاجه من أجل تشويه سمعة هؤلاء الرجال في عين أتباعهم. ذهب هذا أدراج الرياح، أو على الأقل ادعى مسؤول أن أحدًا لن يهتم بهذا.
“محاولة شن مثل هذه الحملة سيظهر سوء فهم كليًا للهدف. نحن دائمًا نخطئ بأن محظوراتنا هي محظورات عالمية، في الحقيقة، هي محظوراتنا فقط”.
“محاولة شن مثل هذه الحملة سيظهر سوء فهم كليًا للهدف. نحن دائمًا نخطئ بأن محظوراتنا هي محظورات عالمية، في الحقيقة، هي محظوراتنا فقط”.
عملية التطعيم الباكستاني
كانت غارة مايو 2011 التى قتل فيها أسامة بن دلان نتيجة لكمية هائلة من جمع المعلومات الاستخباراتية والتخطيط، بغض النظر عن جرائمه، إجراء عملية عسكرية للويات المتحدة لقتل مواطن أجنبي على أرض باكستانية كان لابد أن يكون لها عواقب كثيرة. وقد تم تعقب ساع إلى مجمع أبوت آباد، حيث كان من المؤكد أن بن لادن يختبأ هناك. ولكن قبل إجراء الغارة، كان عليهم أن يكونوا متأكدين تمامًا وكانت طريقة واحدة لجمع هذا الدليل مشبوهة إلى أقصى حد.
قامت وكالة الاستخبارات المركزية بتجنيد دكتور محترم لتنظيم حملة تطعيم وهمية في المدينة، وفي العملية تم تجميع آلاف من عينات الدم من الأطفال في المنطقة من بينهم، كما اتضح، أطفال بن لادن. وبما أنه قد كان لهم قسم أرقى نسبيًا من المدينة، بدأت الحملة من منطقة أفقر لجعل الأمر يبدو أكثر واقعية، ثم انتقلت للحي السكني لمجمع بن لان بعد شهر، حتى من دون متابعة الجرعة الثانية والثالثة المطلوبتين في المنطقة الفقيرة. لقد نجح الأمر مع عواقب.
لشيء واحد، دكتور شاكيل أفريدى المتورط في الحملة، تم اتهامه بالخيانة من قبل الحكومة الباكستانية وأخذ حكم بثلاثة وثلاثين عامًا في السجن (“ألن تعتقل أية دولة الاشخاص الذين يعملون لحساب أجهزة مخابرات خارجية؟” كما أشار مسئول إيراني).
ولشيء آخر، تسببت الحملة بضرر لا يمكن إصلاحه للمنظمات التي تقوم بالتطعيمات المشروعة. هنالك شكوك عميقة الجذور في عديد من مناطق الشرق الأوسط عن أولئك الذين يقدمون التطعيمات، وهذه المناورة للمساعدة في العثور على بن لادن عززت هذه الشكوك فقط وبخاصة في نيجيريا والهند وبالطبع باكستان، حيث الجهود المبذولة للقضاء على شلل الأطفال ما زالت جارية.
معمر القذافي
شهد شهر فبراير عام 2011 بداية الثورة الليبية، التي بلغت ذروتها في أغسطس بالإطاحة بالدكتاتور الليبي معمر القذافي، ويلي هذا القبض عليه وقتله في أكتوبر. كان هناك ذكر قليل في ذلك الوقت عن تورط محتمل من قبل مصالح أجنبية، ولكن بعد قرابة عام، وقعت حادثة تسلط الضوء بشكل فضولي على الثورة بأكملها.
في الحادي عشر من سبتمبر عام 2012، تعرضت بعثة دبلوماسية أمريكية في بنغازي للهجوم من قبل مسلحين. لم يأت الرد من ضمن البعثة نفسها، ولكن من نصف دزينة من عملاء المخابرات المركزية الأمريكية ونشرهم من قاعدة مخفية داخل المدينة. وصل المزيد من التعزيزات من طرابلس، وتم نقل الموظفين الدبلوماسيين في قافلة إلى طائرة مستأجرة نقلتهم إلى خارج البلاد.
هكذا خان وجود وكالة الاستخبارات المركزية في المدينة، الأمر الذى كان غير معروف. اضطرت الوكالة للاعتراف أنها حافظت على وجود قوي إلى حد ما في ليبيا منذ حوالي فبراير 2011 وهو وقت قريب من بداية الثورة الليبية. تم تنظيف المرفق الذى كان مكان القاعدة السرية وهجره بعد الحادث الذي وقع للبعثة.
عملية الطائر المحاكى
كانت عملية الطائر المحاكى قليلاً من نهج ذي شقين في التعامل مع وسائل الإعلام: من ناحية، تم توظيف الصحفيين بشكل روتيني من قبل وكالة الاستخبارات المركزية لتطوير التخابر وجمع المعلومات، أو أن يقدم تقارير عن أحداث محددة بطريقة صورت الولايات المتحدة بشكل إيجابي. ومن ناحية أخرى، كانت هناك محطات فعلية في الإعلام دفع لها الرشاوى أو تم تعيينها بشكل مباشر من قبل وكالة الاستخبارات المركزية لتقديم الدعاية للشعب الأمريكي.
في الغالب، كان من المفترض من هذا البرنامج إقناع الجمهور بكم كانت الشيوعية مخيفة بشكل لا يصدق، وللتأكد أن رأي العامة يفضل إخراج الخطر الأحمر بأي ثمن. والأكثر رعبًا كان حقيقة شراء ناشري الصحف الكبرى ورؤساء محطات التليفزيون والدفع لهم الذي عنى أن الأحداث الهامة في الخارج يمكن استبعادها من التغطية في وسائل الإعلام، أحداث مثل الانقلاب السالف ذكره في جواتيمالا، الذي لم ير النور في الصحافة الأمريكية في ذلك الوقت.
كشفت جلسات الاستماع في الكونجرس في عام 1976 “لجنة الكنيسة” أن وكالة الاستخبارات المركزية كانت تقوم بتقديم رشاوى للصحفيين والمحررين لسنوات. وتلى جلسات استماع الكنيسة، إعلان مدير وكالة الاستخبارات المركزية في ذلك الوقت ورئيس الولايات المتحدة بعد ذلك جورج بوش الأب “يفعل على الفور، لن تدخل وكالة الاستخبارات المركزية في أية علاقة مدفوعة أو متعاقدة مع أية مراسلي أخبار معتمدين سواء أكانوا يعملون بدوام كلي أم جزئي لصالح أية خدمة إخبارية للولايات المتحدة من الصحف والمجلات والإذاعة أو شبكات أو محطات التلفزيون”. لكنه أضاف أن وكالة الاستخبارات المركزية ستواصل الترحيب بالدعم غير المدفوع والتطوعي للصحفيين.
عملية الفوضى
كانت الاحتجاجات ضد تورط الولايات المتحدة في فيتنام تبرهن على أنها ألم عظيم في ظهر خطط الحكومة الأمريكية في منتصف الستينات. بينما كانت عملية الطائر المحاكى مشغولة باستخدام التيار لدفعه إلى ضرورة الحرب في حناجر الجماهير، فإن “الثقافة المضادة” لا يمكن السيطرة عليها بسهولة. ولعلمهم دائمًا بميل جهاز المخابرات الروسي لأسلوب من الحيل القذرة، حاولت وكالة الاستخبارات المركزية التخلص من أي تأثير خارجي على الحركة المناهضة للحرب الأمريكية من خلال إطلاق عملية الفوضى، ولم يكلفوا أنفسهم عناء أن يأتوا باسم رمزي له وقع غير مؤذي.
فمنذ عدم تحقيق برنامج COINTELPRO لمكتب التحقيقات الفيدرالي للمراقبة المحلية النتائج المرجوة منه، أذن الرئيس ليندون جونسون لوكالة الاستخبارات المركزية للقيام ببرنامجها الخاص للتجسس على المواطنين الأمريكيين. كانت مهمتهم الأساسية اختراق المنظمات الطلابية، كلاً من المتطرفة وغيرها، من أجل جمع المعلومات عن التأثيرات الخارجية المحتملة، وتخريب هذه المجموعات من الداخل. تم استهداف مجموعات شهيرة مثل “طلاب من أجل مجتمع ديموقراطي” و”الفهود السوداء”، في نهاية المطاف توسع البرنامج ليشمل جماعات تحرير المرأة وجماعات يهودية محددة.
هنالك دليل قوي على أن هذا النوع من النشاط لم يتوقف أبدًا، على الرغم من أن عملية الفوضى نفسها أغلقت بعد فضيحة واترجايت. في عام 2011، تعرضت الوكالة لاتهامات بالعمل مع إدارة شرطة نيويورك لإجراء مراقبة الجماعات الإسلامية في المنطقة، الذين لم يفعلوا شيئًا خطأ، والذين يقاضونهم الآن في محكمة فيدرالية.
برنامج العنقاء
كان برنامج العنقاء برئاسة وكالة الاستخبارات المركزية، بالتعاون مع القوات الخاصة الأمريكية والمغاوير الاسترالية والفيتنامية الجنوبية، في أثناء حرب فيتنام. كان هدفه واضحًا: الاغتيال. وبالرغم من أن هذه كانت وحدات عسكرية، لم تكن أهدافهم عسكرية، بل كانت من المدنيين.
من 1965 إلى 1972، تورط برنامج العنقاء في اختطاف الآلاف والآلاف من المواطنين وتعذيبهم وقتلهم. الأشخاص الذين اعتبروا حاسمين في البنية التحتية لجبهة التحرير الوطني، أو اعتقد أنهم لديهم معرفة بأنشطة جبهة التحرير الوطني، تم القبض عليهم واقتيادهم إلى مراكز الاستجواب الإقليمية، الذين تعرضوا فيها إلى: “الاغتصاب، الاغتصاب الجماعي، الاغتصاب باستخدام الثعابين والأفاعي أو الأجسام الصلبة والاغتصاب الذي يليه القتل، الصمات الكهربائية المقدمة عن طريق ربط الأسلاك في الأعضاء التناسلية أو غيرها من الأجزاء الحساسة في الجسم، مثل اللسان، واستخدام “علاج الماء” و”الطائرة” الذي يربط فيهما أذرع السجين خلف ظهره ويعلق الحبل الملفوف على خطاف في السقف، وتعليق السجين في الهواء، وذلك بعد أن يتم ضربه أو ضربها بالخراطيم المطاطية والسياط، واستخدام الكلاب البوليسية لتمزيق السجناء.”
كان مشروع العنقاء هو موضوع جلسات استماع الكونجرس عام 1971 بشأن الاعتداء. وصفه أعضاء سابقون بأنه “برنامج قتل عقيم سالب للآدمية”، وانتهى تدريجيًّا بعد التشهير، ورغم ذلك كان برنامج F-6 بديلاً له وتدرج بهدوء حتى أخذ مكانه.
العملية أجاكس
أدى نجاح العملية أجاكس إلى تمهيد الطريق لجميع عملية وكالة الاستخبارات المركزية في المستقبل ذات الطبيعة المشابهة لها. نتج عنها عودة سلطة الشاه عام 1953، بعد انقلاب عسكري خطط عن طريق الاستخبارات الأمريكية والبريطانية.
أول قائد ديموقراطى منتخب لإيران، رئيس الوزراء محمد مصدق، كان يرى كمسئولية محتملة بسبب خططه لتأميم صناعة النفط. خوفًا من الاضطرار إلى التنافس مع الاتحاد السوفيتي على النفط الإيراني، تم اتخاذ القرار بتثبيت زعيم موال جزئيًا للمصالح الأمريكية. ربما يمكنك رؤية تطور الموضوع هنا.
نفذ عملاء وكالة الاستخبارات دونالد ويلبر وكريمت روزفيلت (حفيد ثيدور روزفيلت) الحملة عن طريق رشوة أي شخص يمكن رشوته في إيران: مسئولين حكوميين، رجال الأعمال، وحتى مجرمي الشوارع. تم طلب من هؤلاء المجندين دعم الشاه بطرق مختلفة، ومعارضة مصدق.
نجح الأمر: تم التحريض على عمل انتفاضة، تم سجن مصدق، وتم تثبيت الجنرال الإيراني فضل الله زاهدي في مكانه. تم اعتقال زاهدى من قبل البريطانيين أثناء الحرب العالمية الثانية لمحاولة تأسيس حكومة نازية، وعاش على هذا التراث عن طريق تعيين بهرام شاهروخ أحد أتباع جوزيف جوبلز مديرًا للدعايا له.
عملية المجاهدين
في عام 1978 أصبحت أفغانستان غارقة في حرب أهلية بينما سيطر على البلد حزبان شيوعيان. عندما بدأ الأمر يبدو كسبًا لموطئ قدم لثوار مناهضين للشيوعية، غزا الاتحاد السوفيتي البلاد لتقديم العون. وهذا الوقت بالطبع هو الذي قررت الولايات المتحدة فيه بالتدخل.
قامت وكالة الاستخبارات المركزية بعمل معسكرات تدريب للثوار، المعروفين بالمجاهدين، لتدريبهم على الأساليب اللازمة لهزيمة السوفييت، والأسلحة المتطورة أيضًا كانت جزءًا من الصفقة، من ضمنها والأهم ستينجر صواريخ أرض-جو مضادة للطائرات. قادت الضربات الجوية السوفيتية مئات المسلحين من المدن إلى التلال المحيطة بها، والتخفيف من تلك الضربات أثبت أنه أساسي لإطالة مدة الصراع، مما يلقي عبئًا كبيرًا على الموارد السوفيتية.
احتل الاتحاد السوفيتي أفغانستان تقريبًا حتى انهياره في أوائل التسعينات، ولكن استمر تراث المجاهدين. حيث تجد وكالة الاستخبارات المركزية أن أساليبهم وتدريبها انقلب عليهم من قبل قدامى المجاهدين الذين بدأوا برامج التدريب الخاصة بهم، منتجين إرهابيين ذوي تدريب عالٍ ومهارة الذين يشكلون الآن العمود الفقرى للقاعدة وجماعات أخرى متطرفة. اكتشفت الولايات المتحدة هذه التداعيات بالطريقة الصعبة بعد غزو أفغانستان عام 2001. أدى هذا الغزو إلى احتلال كامل، الذي استمر تقريبًا مثلما استمر الاحتلال السوفيتي.
لطالما أحببنا مناقشة المعاملات المريبة للحكومة والجيش، ولا يوجد منظمة توفر غذاء لهذه المحادثات أكثر من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
لدى وكالة الاستخبارات المركزية طريقة واضحة جدًا تجعل الآخرين يكشفون غطاءهم، التي يبدو أنها تظهر أينما كان هناك أزمات وصراعات واضطرابات سياسية محققة. على الرغم من كون هذا مرادفًا للحيل القذرة، تم إطلاق العنان للوكالة، والسماح باستخدام أية أساليب تلائم التعامل مع أي تهديد (حقيقي أو مفترض) للمصالح الأمريكية.
العملية PBSUCCESS
كان PBSUCCESS هو الاسم الحركي لانقلاب تدعمه وكالة الاستخبارات المركزية ضد الحكومة المنتخبة ديموقراطيًا لجاكوبو اربينز، رئيس جواتيمالا عام 1954. إنها واحدة من أول الحلقات في سلسلة طويلة من التدخلات المشتبه بها أو اعترفت وكالة الاستخبارات المركزية بها في دول أجنبية، وكانت بالتأكيد نجاحًا هائلاً من وجهة نظر الوكالة. أول إشارة إلى أن مثل هذا العمل الفذ يمكن أن يتحقق بسلاسة نسبيًا.
انتخب في عام 1950، عمل اربنز على إجراء إصلاحات تهدف إلى جعل بلاده مكتفية ذاتيًا، عن طريق إعطاء أراض واسعة من الأراضي الحكومية للمواطنين، الأمر الذي أزعج حكومة الولايات المتحدة، لأن كثيرًا من هذه الأرض كانت “مملوكة” لشركة الفواكه المتحدة، شركة شريرة حقـًا والتي كانت على علاقة قوية بحكومة ايزنهاور في ذلك الوقت (مدير وكالة الاستخبارات المركزية الين دالاس وأخوه جون، ووزير الخارجية كانت تربطهم علاقات قوية بالشركة).
أشارت الوكالة بشكل دنيء إلى سياسات اربينز في مذكرات داخلية بـ” برنامج قومي مكثف ملون بالحساسية، عقدة النقص المضادة للأجانب لـ”جمهورية الموز” بكلمات أخرى، عدم الاعتماد على الولايات المتحدة وحلفائها لا يتم التسامح معه.
480 من الجنود المرتزقة المدربين لوكالة الاستخبارات المركزية، بقيادة ضابط منفي من الجيش الجواتيمالى العقيد كارلوس كاستيلو، انتزعوا قسرًا جواتيمالا من سيطرة اربينز. بينما تمكن هو ومساعدوه من الفرار من البلد، تظهر وثائق وكالة الاستخبارات المركزية “كان ما يزال يجرى النظر في خيار الاغتيال” حتى اليوم الذي استقال فيه من منصبه 27 يونيو 1954.
عملية النمس
بعد فشل غزو خليج الخنازير لكوبا، أصبحت الصورة العامة للوكالة أسوأ من أي وقت. أعلن الرئيس كينيدي أنه سوف “يمزق وكالة الاستخبارات المركزية إلى ألف قطعة ويبعثرها في الرياح” ( قبل وقت قليل من إطلاق النار عليه). ولكن من أجل التعامل مع كوبا، التفت إلى الشخص الوحيد الذي يعرف أنه يمكنه أن يثق به أخوه روبرت، الذي نظم عملية النمس. أجريت هذه العملية عن طريق وزارة الدفاع بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية، تحت إشراف روبرت كينيدى. لقد أخبر فريقه في أول اجتماع أن التخلص من كاسترو “الأولوية القصوى لحكومة الولايات المتحدة وكل شيء آخر يأتي بعد هذا ولن يدخر وقتًا أو مالاً أو مجهودًا أو قوة بشرية.”
من بين عشرات الطرق السخيفة للغاية للاغتيال اقترح: إصابة معدات كاسترو للغوص بمرض السل، زراعة أصداف بحرية متفجرة في مكانه المفضل للغوص، تسليل قلم حبر مسمم له، وحتى تسميم قنبلة أو تسليلها في أحد سجائره. أكد الحارس الشخصي لكاسترو أنه كان هناك مئات المخططات لوكالة الاستخبارات المركزية في حياة كاسترو، وكلها انتهت بالفشل، مضيعة هائلة للوقت والمال. كان كاسترو ديكتاتور كوبا لمدة 49 عام، تنحى عام 2008 بسبب تردي حالته الصحية، وتعيين أخيه الأصغر خلفـًا له.
إنتاج الوكالة للمواد الإباحية
حكم الرئيس سوكارنو إندونيسيا من عام 1945 حتى عام 1966، عندما تولى بعده سوهارتو، أحد جنرالاته. تم اعتبار سوكارنو مؤيدًا للشيوعية من قبل وكالة الاستخبارات المركزية، مما كان يعنى أنه سيكون هناك حتمًا محاولة للإطاحة به أو على الأقل جعله يبدو سيئـًا، ولكن المؤامرة التي جاءوا بها كانت مثيرة للضحك حقـًّا.
أنتجت وكالة الاستخبارات المركزية فيلمًا إباحيًا من بطولة شبيه لسوكارنو، بعنوان “أيام سعيدة” للتوزيع في إندونيسيا. ليس فقط أن الثقافة عامة تغضب على مثل هذه الأشياء، لكن كما فهمتها وكالة الاستخبارات “أن يتم خداعك أو من ناحية أخرى أن تتحايل عليك أحد المخلوقات التي وفرها الله لمتعة الرجل لا يمكن التغاضي عنه” في الثقافة الإندونيسية، ” وما كنا نقوله إن امرأه قد حصلت على الأفضل في سوكارنو”، أقصى حد وصل له الفيلم هو الإنتاج، وكانت اللقطات تصنع، ولكن لسبب ما (ربما الحس السليم) لم يتم نشرها.
ومن المثير للاستغراب، ظهرت هذه الفكرة قبل حرب الخليج الثانية بفترة وجيزة، عندما اقترحت وكالة الاستخبارات المركزية فيلمًا إباحيًا مزيفـًا مثليًا يعرض صدام حسين أو أسامة بن لادن يتم إنتاجه من أجل تشويه سمعة هؤلاء الرجال في عين أتباعهم. ذهب هذا أدراج الرياح، أو على الأقل ادعى مسؤول أن أحدًا لن يهتم بهذا.
“محاولة شن مثل هذه الحملة سيظهر سوء فهم كليًا للهدف. نحن دائمًا نخطئ بأن محظوراتنا هي محظورات عالمية، في الحقيقة، هي محظوراتنا فقط”.
“محاولة شن مثل هذه الحملة سيظهر سوء فهم كليًا للهدف. نحن دائمًا نخطئ بأن محظوراتنا هي محظورات عالمية، في الحقيقة، هي محظوراتنا فقط”.
عملية التطعيم الباكستاني
كانت غارة مايو 2011 التى قتل فيها أسامة بن دلان نتيجة لكمية هائلة من جمع المعلومات الاستخباراتية والتخطيط، بغض النظر عن جرائمه، إجراء عملية عسكرية للويات المتحدة لقتل مواطن أجنبي على أرض باكستانية كان لابد أن يكون لها عواقب كثيرة. وقد تم تعقب ساع إلى مجمع أبوت آباد، حيث كان من المؤكد أن بن لادن يختبأ هناك. ولكن قبل إجراء الغارة، كان عليهم أن يكونوا متأكدين تمامًا وكانت طريقة واحدة لجمع هذا الدليل مشبوهة إلى أقصى حد.
قامت وكالة الاستخبارات المركزية بتجنيد دكتور محترم لتنظيم حملة تطعيم وهمية في المدينة، وفي العملية تم تجميع آلاف من عينات الدم من الأطفال في المنطقة من بينهم، كما اتضح، أطفال بن لادن. وبما أنه قد كان لهم قسم أرقى نسبيًا من المدينة، بدأت الحملة من منطقة أفقر لجعل الأمر يبدو أكثر واقعية، ثم انتقلت للحي السكني لمجمع بن لان بعد شهر، حتى من دون متابعة الجرعة الثانية والثالثة المطلوبتين في المنطقة الفقيرة. لقد نجح الأمر مع عواقب.
لشيء واحد، دكتور شاكيل أفريدى المتورط في الحملة، تم اتهامه بالخيانة من قبل الحكومة الباكستانية وأخذ حكم بثلاثة وثلاثين عامًا في السجن (“ألن تعتقل أية دولة الاشخاص الذين يعملون لحساب أجهزة مخابرات خارجية؟” كما أشار مسئول إيراني).
ولشيء آخر، تسببت الحملة بضرر لا يمكن إصلاحه للمنظمات التي تقوم بالتطعيمات المشروعة. هنالك شكوك عميقة الجذور في عديد من مناطق الشرق الأوسط عن أولئك الذين يقدمون التطعيمات، وهذه المناورة للمساعدة في العثور على بن لادن عززت هذه الشكوك فقط وبخاصة في نيجيريا والهند وبالطبع باكستان، حيث الجهود المبذولة للقضاء على شلل الأطفال ما زالت جارية.
معمر القذافي
شهد شهر فبراير عام 2011 بداية الثورة الليبية، التي بلغت ذروتها في أغسطس بالإطاحة بالدكتاتور الليبي معمر القذافي، ويلي هذا القبض عليه وقتله في أكتوبر. كان هناك ذكر قليل في ذلك الوقت عن تورط محتمل من قبل مصالح أجنبية، ولكن بعد قرابة عام، وقعت حادثة تسلط الضوء بشكل فضولي على الثورة بأكملها.
في الحادي عشر من سبتمبر عام 2012، تعرضت بعثة دبلوماسية أمريكية في بنغازي للهجوم من قبل مسلحين. لم يأت الرد من ضمن البعثة نفسها، ولكن من نصف دزينة من عملاء المخابرات المركزية الأمريكية ونشرهم من قاعدة مخفية داخل المدينة. وصل المزيد من التعزيزات من طرابلس، وتم نقل الموظفين الدبلوماسيين في قافلة إلى طائرة مستأجرة نقلتهم إلى خارج البلاد.
هكذا خان وجود وكالة الاستخبارات المركزية في المدينة، الأمر الذى كان غير معروف. اضطرت الوكالة للاعتراف أنها حافظت على وجود قوي إلى حد ما في ليبيا منذ حوالي فبراير 2011 وهو وقت قريب من بداية الثورة الليبية. تم تنظيف المرفق الذى كان مكان القاعدة السرية وهجره بعد الحادث الذي وقع للبعثة.
عملية الطائر المحاكى
كانت عملية الطائر المحاكى قليلاً من نهج ذي شقين في التعامل مع وسائل الإعلام: من ناحية، تم توظيف الصحفيين بشكل روتيني من قبل وكالة الاستخبارات المركزية لتطوير التخابر وجمع المعلومات، أو أن يقدم تقارير عن أحداث محددة بطريقة صورت الولايات المتحدة بشكل إيجابي. ومن ناحية أخرى، كانت هناك محطات فعلية في الإعلام دفع لها الرشاوى أو تم تعيينها بشكل مباشر من قبل وكالة الاستخبارات المركزية لتقديم الدعاية للشعب الأمريكي.
في الغالب، كان من المفترض من هذا البرنامج إقناع الجمهور بكم كانت الشيوعية مخيفة بشكل لا يصدق، وللتأكد أن رأي العامة يفضل إخراج الخطر الأحمر بأي ثمن. والأكثر رعبًا كان حقيقة شراء ناشري الصحف الكبرى ورؤساء محطات التليفزيون والدفع لهم الذي عنى أن الأحداث الهامة في الخارج يمكن استبعادها من التغطية في وسائل الإعلام، أحداث مثل الانقلاب السالف ذكره في جواتيمالا، الذي لم ير النور في الصحافة الأمريكية في ذلك الوقت.
كشفت جلسات الاستماع في الكونجرس في عام 1976 “لجنة الكنيسة” أن وكالة الاستخبارات المركزية كانت تقوم بتقديم رشاوى للصحفيين والمحررين لسنوات. وتلى جلسات استماع الكنيسة، إعلان مدير وكالة الاستخبارات المركزية في ذلك الوقت ورئيس الولايات المتحدة بعد ذلك جورج بوش الأب “يفعل على الفور، لن تدخل وكالة الاستخبارات المركزية في أية علاقة مدفوعة أو متعاقدة مع أية مراسلي أخبار معتمدين سواء أكانوا يعملون بدوام كلي أم جزئي لصالح أية خدمة إخبارية للولايات المتحدة من الصحف والمجلات والإذاعة أو شبكات أو محطات التلفزيون”. لكنه أضاف أن وكالة الاستخبارات المركزية ستواصل الترحيب بالدعم غير المدفوع والتطوعي للصحفيين.
عملية الفوضى
كانت الاحتجاجات ضد تورط الولايات المتحدة في فيتنام تبرهن على أنها ألم عظيم في ظهر خطط الحكومة الأمريكية في منتصف الستينات. بينما كانت عملية الطائر المحاكى مشغولة باستخدام التيار لدفعه إلى ضرورة الحرب في حناجر الجماهير، فإن “الثقافة المضادة” لا يمكن السيطرة عليها بسهولة. ولعلمهم دائمًا بميل جهاز المخابرات الروسي لأسلوب من الحيل القذرة، حاولت وكالة الاستخبارات المركزية التخلص من أي تأثير خارجي على الحركة المناهضة للحرب الأمريكية من خلال إطلاق عملية الفوضى، ولم يكلفوا أنفسهم عناء أن يأتوا باسم رمزي له وقع غير مؤذي.
فمنذ عدم تحقيق برنامج COINTELPRO لمكتب التحقيقات الفيدرالي للمراقبة المحلية النتائج المرجوة منه، أذن الرئيس ليندون جونسون لوكالة الاستخبارات المركزية للقيام ببرنامجها الخاص للتجسس على المواطنين الأمريكيين. كانت مهمتهم الأساسية اختراق المنظمات الطلابية، كلاً من المتطرفة وغيرها، من أجل جمع المعلومات عن التأثيرات الخارجية المحتملة، وتخريب هذه المجموعات من الداخل. تم استهداف مجموعات شهيرة مثل “طلاب من أجل مجتمع ديموقراطي” و”الفهود السوداء”، في نهاية المطاف توسع البرنامج ليشمل جماعات تحرير المرأة وجماعات يهودية محددة.
هنالك دليل قوي على أن هذا النوع من النشاط لم يتوقف أبدًا، على الرغم من أن عملية الفوضى نفسها أغلقت بعد فضيحة واترجايت. في عام 2011، تعرضت الوكالة لاتهامات بالعمل مع إدارة شرطة نيويورك لإجراء مراقبة الجماعات الإسلامية في المنطقة، الذين لم يفعلوا شيئًا خطأ، والذين يقاضونهم الآن في محكمة فيدرالية.
برنامج العنقاء
كان برنامج العنقاء برئاسة وكالة الاستخبارات المركزية، بالتعاون مع القوات الخاصة الأمريكية والمغاوير الاسترالية والفيتنامية الجنوبية، في أثناء حرب فيتنام. كان هدفه واضحًا: الاغتيال. وبالرغم من أن هذه كانت وحدات عسكرية، لم تكن أهدافهم عسكرية، بل كانت من المدنيين.
من 1965 إلى 1972، تورط برنامج العنقاء في اختطاف الآلاف والآلاف من المواطنين وتعذيبهم وقتلهم. الأشخاص الذين اعتبروا حاسمين في البنية التحتية لجبهة التحرير الوطني، أو اعتقد أنهم لديهم معرفة بأنشطة جبهة التحرير الوطني، تم القبض عليهم واقتيادهم إلى مراكز الاستجواب الإقليمية، الذين تعرضوا فيها إلى: “الاغتصاب، الاغتصاب الجماعي، الاغتصاب باستخدام الثعابين والأفاعي أو الأجسام الصلبة والاغتصاب الذي يليه القتل، الصمات الكهربائية المقدمة عن طريق ربط الأسلاك في الأعضاء التناسلية أو غيرها من الأجزاء الحساسة في الجسم، مثل اللسان، واستخدام “علاج الماء” و”الطائرة” الذي يربط فيهما أذرع السجين خلف ظهره ويعلق الحبل الملفوف على خطاف في السقف، وتعليق السجين في الهواء، وذلك بعد أن يتم ضربه أو ضربها بالخراطيم المطاطية والسياط، واستخدام الكلاب البوليسية لتمزيق السجناء.”
كان مشروع العنقاء هو موضوع جلسات استماع الكونجرس عام 1971 بشأن الاعتداء. وصفه أعضاء سابقون بأنه “برنامج قتل عقيم سالب للآدمية”، وانتهى تدريجيًّا بعد التشهير، ورغم ذلك كان برنامج F-6 بديلاً له وتدرج بهدوء حتى أخذ مكانه.
العملية أجاكس
أدى نجاح العملية أجاكس إلى تمهيد الطريق لجميع عملية وكالة الاستخبارات المركزية في المستقبل ذات الطبيعة المشابهة لها. نتج عنها عودة سلطة الشاه عام 1953، بعد انقلاب عسكري خطط عن طريق الاستخبارات الأمريكية والبريطانية.
أول قائد ديموقراطى منتخب لإيران، رئيس الوزراء محمد مصدق، كان يرى كمسئولية محتملة بسبب خططه لتأميم صناعة النفط. خوفًا من الاضطرار إلى التنافس مع الاتحاد السوفيتي على النفط الإيراني، تم اتخاذ القرار بتثبيت زعيم موال جزئيًا للمصالح الأمريكية. ربما يمكنك رؤية تطور الموضوع هنا.
نفذ عملاء وكالة الاستخبارات دونالد ويلبر وكريمت روزفيلت (حفيد ثيدور روزفيلت) الحملة عن طريق رشوة أي شخص يمكن رشوته في إيران: مسئولين حكوميين، رجال الأعمال، وحتى مجرمي الشوارع. تم طلب من هؤلاء المجندين دعم الشاه بطرق مختلفة، ومعارضة مصدق.
نجح الأمر: تم التحريض على عمل انتفاضة، تم سجن مصدق، وتم تثبيت الجنرال الإيراني فضل الله زاهدي في مكانه. تم اعتقال زاهدى من قبل البريطانيين أثناء الحرب العالمية الثانية لمحاولة تأسيس حكومة نازية، وعاش على هذا التراث عن طريق تعيين بهرام شاهروخ أحد أتباع جوزيف جوبلز مديرًا للدعايا له.
عملية المجاهدين
في عام 1978 أصبحت أفغانستان غارقة في حرب أهلية بينما سيطر على البلد حزبان شيوعيان. عندما بدأ الأمر يبدو كسبًا لموطئ قدم لثوار مناهضين للشيوعية، غزا الاتحاد السوفيتي البلاد لتقديم العون. وهذا الوقت بالطبع هو الذي قررت الولايات المتحدة فيه بالتدخل.
قامت وكالة الاستخبارات المركزية بعمل معسكرات تدريب للثوار، المعروفين بالمجاهدين، لتدريبهم على الأساليب اللازمة لهزيمة السوفييت، والأسلحة المتطورة أيضًا كانت جزءًا من الصفقة، من ضمنها والأهم ستينجر صواريخ أرض-جو مضادة للطائرات. قادت الضربات الجوية السوفيتية مئات المسلحين من المدن إلى التلال المحيطة بها، والتخفيف من تلك الضربات أثبت أنه أساسي لإطالة مدة الصراع، مما يلقي عبئًا كبيرًا على الموارد السوفيتية.
احتل الاتحاد السوفيتي أفغانستان تقريبًا حتى انهياره في أوائل التسعينات، ولكن استمر تراث المجاهدين. حيث تجد وكالة الاستخبارات المركزية أن أساليبهم وتدريبها انقلب عليهم من قبل قدامى المجاهدين الذين بدأوا برامج التدريب الخاصة بهم، منتجين إرهابيين ذوي تدريب عالٍ ومهارة الذين يشكلون الآن العمود الفقرى للقاعدة وجماعات أخرى متطرفة. اكتشفت الولايات المتحدة هذه التداعيات بالطريقة الصعبة بعد غزو أفغانستان عام 2001. أدى هذا الغزو إلى احتلال كامل، الذي استمر تقريبًا مثلما استمر الاحتلال السوفيتي.
ليست هناك تعليقات :